شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
مؤلفات في فضائل الصحابة
...............................................................................
فمثلا الإمام أحمد اسم> -رحمه الله- له كتاب في مجلدين عنوانه: فضائل الصحابة اهتم بفضائلهم، وذكر الأدلة على ذلك؛ الأحاديث الصحيحة بأسانيدها، وهكذا أيضا البخاري اسم> لما ألف كتابه الصحيح جعل منه فضائل الصحابة، وابتدأ بفضائل أبي بكر اسم> ثم بفضائل عمر اسم> ثم بفضائل عثمان اسم> ثم بفضائل عليّ اسم> .
وكذلك مسلم اسم> في صحيحه، وكذلك الإمام ابن ماجه اسم> والترمذي اسم> ونحوهم، وما بخسوا أحدا حقه، فعليّ اسم> -رضي الله عنه- نحبه ونعرف له مكانته وفضله، ولكن نعترف بأنه اعترف بفضل من قبله اشتهر عنه من أكثر من عشرين طريقا أنه يخطب على المنبر في العراق اسم> ويقول: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر اسم> ثم عمر اسم> ثم يقول: ولو شئت لسميت الثالث، وهذا مما جحده الرافضة يعني: لو أنصفوا لقبلوا كلامه الذي هو أشهر من كلِّ كلام، اعترافه -رضي الله عنه- بفضل الصحابة وبفضل الخلفاء قبله .
وأيضا هو -رضي الله عنه- كان سامعا مطيعا للخلفاء قبله، حتى أنه يولونه الولايات؛ فيولونه القضاء، ويولونه الحكم، ويولونه إقامة الحدود .
في عهد عثمان اسم> -رضي الله عنه- لما أن أميرا من أمراء العراق اسم> شرب الخمر قال عثمان اسم> من يشهد أنه شربه؟ فشهد واحد أني رأيته يشرب الخمر، وشهد آخر أني رأيته يتقيؤها، فقال عثمان اسم> ما تقيأها إلا بعدما شربها اجلده يا عليّ اسم> فذهب عليّ اسم> ليجلده، فقال للحسن بن علي اسم> قم فاجلده. توقف الحسن اسم> وقال: يمضي حارَّها من تولى قارَّها، فعند ذلك قال: قم يا عبد الله بن جعفر اسم> فاجلده بأمر عثمان اسم> فجلده أربعين جلدة؛ لأنه الذي كان في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن شارب الخمر يجلد أربعين جلدة .
فالحاصل أنه كان واليا لعثمان اسم> ينفذ أوامره، فكيف مع ذلك يقولون: إن عثمان اسم> مغتصب؟ وإن أبا بكر اسم> وعمر اسم> اغتصبوا الخلافة، وأن الصحابة الذين في عهدهم كتموا هذه الوصية، وأنهم كانوا ضد عليّ اسم> ؟ كما يقول ذلك علماء أو متعلمو الرافضة إلى هذا الزمان؛ فلأجل ذلك أدخل العلماء حب الصحابة في أمر العقيدة، فيقول شيخ الإسلام في هذه العقيدة:
حب الصحـابة كلهم لي مذهب | ومـودة القـربى بهـا أتوسل |
وكذلك نقلوا الزكاة، ونقلوا الصيام، ونقلوا التوحيد، ونقلوا الحج، ونقلوا البيوع، ونقلوا الحلال والحرام من أين جاءتنا هذه إلا بواسطتهم؟ إذا كانوا كفارا -كما يقوله الرافضة- ما بقي لنا دين نقبله، يكون هذا الدين وتكون هذه العبادات جاءت عن طريق قوم كفار .
الكفار الذين ماتوا على الكفر ما تُقْبَل عباداتهم، ولا تقبل نقولهم، وأحاديثهم لو جاءنا نقل عن أبي جهل اسم> أو عن أبي لهب اسم> أو عن أمية بن خلف اسم> أو أبي بن خلف اسم> أو نحوهم من المشركين الذين ماتوا على شركهم ما قبلنا أحاديثهم .
فكون الأمة الإسلامية؛ التابعون وتابعو التابعين، وأهل السنة في كل زمان وكل مكان ينقلون عن الصحابة بالأسانيد هذه السنة؛ ينقلونها عنهم، ويعملون بها دليل على تزكية الأمة لهم، واعترافها بأنهم أهل الصدق، وأهل التصديق، وأهل الأعمال الصالحة، فكيف مع ذلك تجحد فضائلهم؟ وكيف مع ذلك يضللون؟ ويُدَّعى أنهم ارتدوا على ما تقوله الرافضة؟
مسألة>